29 - 06 - 2024

نبضة | نادية أحمد

نبضة | نادية أحمد

رحلت نادية أحمد عن دنيانا الفانية إلى دار البقاء والخلود، رحلت نادية بدون وداع حبسها وباء كورونا فى حجرة عزل، كثيرا ما أفكر فى الموت بعد العزل وفراق الأحباب بسبب "كورونا" وليس أمام المريض إلا مناجاة الله لا ملجأ لنا إلا إياه، ماتت نادية بدون وداع وهى التى لم تتخاذل يوما عن مساندة أصدقائها وقت الشدة، امتلكت قلبا إتسع للجميع، ووجها يوزع البهجة والإبتسامة لكل من تراه، وروحا هادئة تمنحك الطمأنينة، ونبرة صوت تتسلل فى هدوء إلى وجدانك 

بهذه الصفات التى نادرا ما تجتمع فى شخص اكتسبت نادية حب كل من عرفها.

هذه نادية أحمد الإنسانة كما عرفتها، سماتها وخصالها الإنساية قدمت لنا صحفية من طراز فريد، تزاملنا فى العمل منذ أواخر الثمانينات فى جريدة "الحقيقة" الصادرة عن حزب الأحرار، عملت فى قسم الأخبار وكانت لديها قدرة على نسج علاقات متينة مع المصادر مكنتها من تحقيق انفرادات، لعل أبرزها القضية الشهيرة بـ"لوسى أرتين وإقالة الثلاثة الكبار" كانت حريصة على توطيد علاقتها بالمصادر، أتذكر أنها كانت ترسل فى المناسبات تلغرافات تهنئة لكل مصادرها.

وعندما تولت مسئولية باب بريد القراء وكان يتكون من قسمين قسم يختص بالشكاوى الخاصة بالمرافق العامة للدولة ومتابعتها، وقسم خاص بالمشاكل الاجتماعية والعاطفية، نسجت علاقات بالناس والبسطاء لا تقل فى متانتها عن علاقتها بالمصادر، وكانت لا تكتفى بنشر الشكوى ولكن تتابعها مع المسئول حتى تصل للحل، وفى ردودها على المشكلات الاجتماعية والعاطفية اكتشفنا خبيرة فى النفس الإنسانية والعلاقات الاجتماعية.

وبعد توقف جريدة الحقيقة، شاركت نادية أحمد فى بدايات جريدة المصرى اليوم كانت تتابع البرلمان بالتزامل مع الاستاذ محمود مسلم رئيس تحرير جريدة الوطن ورئيس لجة الثقافة بمجلس الشيوخ، وفى المصرى اليوم نشرت سلسة حوارات تحت عنوان "حوار العمر" مع نخبة من الشخصيات العامة منهم الراحل  المفكر الكبير د.عبد الوهاب المسيرى الذى إحتفظت بعلاقة متميزة معه، منذ أن كان يدرس لها فى الجامعة ، للدرجة التى كنا نفاجأ باتصال منه على تليفون الجريدة للسؤال عنها، أجرت نادية أحمد حوارات مع الكبار وصناع الحدث وقتها، د. فتحى سرور و د. مفيد شهاب و د. مصطفى كمال حلمى، حوارات تمثل نموذجا.

الكلام عن نادية أحمد لن يوفيها حقها، غاب قلم نادية عن صفحات الجرائد المصرية لأنها صحفية وكفى ليس لها شلة.

عزاؤنا أنها تركت لنا فى المهنة قطعة من قلبها، إبنتها سارة عبد المجيد، الصحفية المجتهدة بجريدة فيتو.
------------------
بقلم: نجوى طنطاوى

من المشهد الأسبوعي





مقالات اخرى للكاتب

أنا وانت والمناخ | الموضة المستدامة





اعلان